رؤية أقتصادية ...اقتصاد كأس العالم في قطر

قطر تستضيف كأس العالم 2022 بعد منافسة قوية وشرسة مع الدول التي طلبت استضافة البطولة ولكن قطر فازت، وربحت تنظيم البطولة وخسر الاقتصاد القطري وخسرت الدول الأخرى تنظيم البطولة وخسرت اقتصاديات هذه الدول ولذا العلاقة عكسية في قطر وطردية في الدول المتنافسة لنيل شرف تنظيم بطولة كبرى اسمها كأس العالم.

الدول التي طلبت استضافة كأس العالم أوروبية وتستطيع أن تتحمل تكلفة استضافة كأس العالم أو الأولمبياد الشتوية أو الصيفية لأغراض متعددة منها انتعاش سياحة هذه الدول من البطولة والترويج للدول المضيفة لهذا الحدث الضخم إعلاميا ورياضياً ويخلق فرص عمل لكثير من شباب الدول الأوروبية ويجذب الاستثمارات الخارجية استعدادا للبطولة وقد تخلق مناطق عمرانية جديدة بسبب خلق بنية تحتية لمناطق أثر فيها هذا الحدث مجبراً وبالتالي قد يحل مشكلة اسكانية تعاني منها بعض الدول بسبب خلق حيز عمراني كبير وتستفيد الدولة من الرعاة وبالتالي قد تكون هناك إيرادات تغطي تكلفة البطولة وفائض يعود على خزينة الدولة وانتعاشة اقتصادية تدوم لفترة طويلة وقد يستثمر نجاح البطولة لتحقيق نمو اقتصادي غير مسبوق.

لماذا العلاقة طردية؟

العلاقة طردية لأن هذه دول صناعية وبيئة مميزة للاستثمار طول الوقت وأن المشروعات التي سوف تقام سوف يستمر استثمارها بسبب قوة انديتها ونجومية دورياتها وبل تتهافت الدول لترعى دورياتها بمعنى استثمار رياضي من الطراز الأول واستثمار سياحي جديد بصفة هذه الدول بيئة استثمارية لا تحتاج إلى دعاية لجذب السائحين ولكن قد تكون وسيلة زيادة أعداد السائحين فيما بعد الحدث بعد اكتشاف وسائل الترفيه الجديدة ويستفيد من هذا الحدث ويمتد كل مناحي الاقتصاد بمعني الكلمة.

لماذا العلاقة عكسية؟

لقد قرأت أنه سيتم انشاء 12 ملعباً صديقاً للبيئة خالياً من انبعاث الكربون بتكلفة 10 مليارات دولار وهذا يعتبر استثماراً طويل الأجل لا يسمن ولا يغني من جوع وما هو الا استنزاف لمدخرات المواطن القطري وقد يخدم الشو الاعلامي فقط ولا يتعداه.

وهذا بند واحد فقط يمثل تكلفة عالية للغاية ولا تضيف للدولة المضيفة للبطولة سوى شو اعلامي لفترة البطولة فقط وبعدها هذه الاستثمارات تهدر أو يستغل منها ما نسبته 1% عن طريق استضافة مباراة عالمية مسبقة الدفع وقد تكون تكلفة بدون عائد يذكر وذلك بسبب انحراف ما تم من استثمارات بدون دراسة مدى جدوى مليارات تنفق في المدى الطويل وقد يستطيع أي شخص يقارن بين الدول المتنافسة ودولة قطر الشقيقة في مدى الاستفادة السلبية لهذا الاستثمار.

الاستثمار يخلق من البيئة الحاضنة له وبيئة قطر من الدول المميزة نفطياً بسبب الغاز المسال والمشاريع المصاحبة له ولذا يجب ان تكون الاستثمارات في هذا الجانب أولاً ثم تأتي الاستثمارات في الجانب الترفيهي بما يتناسب مع دول الخليج العربي ثم استضافة مصانع عالمية لتجميع وتصنيع السيارات ثم عمل أبحاث لزراعات اقتصادية تتناسب ومناخ الدولة لتأكل مما تزرع وقد تكون الاستثمارات عربياً في دولة مثل السودان تملك أراضي زراعية شاسعة وخصبة وثروة حيوانية تكفي العالم العربي كله لو أحسن استغلالها والاستثمار فيها وهناك الكثير الذي يخدم الدول الخليجية ولعل استثمارات بعض الدول في استثمارات طويلة الأجل في أبراج وعقارات شاهقة خلقت انهيارات اقتصادية المستفيد الأكبر منها الشركات العالمية المنفذة لهذه المشروعات والتنمية العقارية في دولة لا تعاني من أزمة اسكانية تعتبر مشروعات دعائية فقط وبالتالي الدول النفطية تحتاج لتنمية قطاعات تتناسب مع طبيعة الدولة لتنمو نمواً متوازناً مع القطاع النفطي وتخلق ثقافة جديدة لشعوب الدول الخليجية من خلال استثمارات تزيد من ثقافة المواطن الخليجي دون الاستغناء عن الرفاهية.

عادل الزناتي

محاسب قانوني